تفسير سورة الكهف
قصة موسى مع الخضر عليهما السلام
نبدأ في القصة الثالثة في سورة الكهف: وهي قصة موسى اسم> مع الخضر اسم>
مر بنا في صحيح البخاري اسم> سبب هذه القصة؛ فأولا: ما ذكر أن: ابن عباس اسم> قيل له: إن نَوْفًا البِكَالي اسم> يزعم: أن موسى اسم> صاحب الخضر اسم> ليس هو موسى بن عمران اسم> وإنما هو موسى آخر، فقال ابن عباس اسم> كذب عدو الله، ويريد بذلك: أخطأ؛ وذلك لأن نوفا الْبِكَالي اسم> من مُسْلِمة أهل الكتاب، ومن الذين قلدوا ما وجدوه في كتبهم، بما فيه تحريف فادعى: أن موسى اسم> الذي ذكر في هذه القصة، أو وجد في كتبهم: أنه ليس هو موسى بن عمران اسم> الذي أرسله الله إلى فرعون اسم> وإلى قومه، وقالوا: كيف يكون موسى بن عمران اسم> جاهلا بهذه الأحكام؟ وكيف يكون محتاجا إلى زيادة تعلم مع أن الله تعالى كَلَّمَهُ تكليما، ومع أن الله أنزل عليه التوراة التي كتبها الله بيده؟ فقال له: رسم> يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ قرآن> رسم> قال الله: رسم> وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا قرآن> رسم> فهذا دليل على أن الله كتب فيها مواعظ من كل شيء، فكيف يحتاج إلى أن يتزود إلى ما عند الخضر اسم> من العلم؟
ولكن جاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فاصلا في هذا الموضوع، ومبينا أنه موسى اسم> وأن موسى اسم> - عليه السلام - أراد أن يتزود إلى علمه، الذي فتح الله عليه، وعلمه، وأن يضيف إليه ما يتعلمه من الخضر اسم> الذي هو نبي من أنبياء الله تعالى؛ فذُكِر سبب الحديث، وهو: أن موسى اسم> مَرَّة تكلم في قومه، وبسط الكلام، وتوسع فيه، وذكر أحكاما غريبة، وأحكاما عجيبة كثيرة؛ فأعجب الحاضرين ما فتح الله عليه، وما عنده من العلوم؛ فعند ذلك سأله بعض الحاضرين، وقال له: هل هنا أحد أعلم منك؟ فلم يكن عنده علم: بأن الخضر اسم> موجود؛ فعند ذلك قال: لا. أي: لا يوجد، ولا أعلم أحدا أعلم مني.
ولما كان الواجب عليه أن يرد العلم إلى الله عتب الله عليه. يعني: كان الواجب أن يقول: نعم، هناك من أعلم مني، وإن كنت لا أدري به، أو يقول: الله أعلم. الله أعلم هل هنا من هو أعلم مني أم لا ؟ فلما لم يرد العلم إلى الله تعالى عاتبه الله، وقال له: بلى، إن هنا من هو أعلم منك. من هو؟ قال الله: عبدنا الخضر اسم> ولما ذكر الله له أن هذا العبد الذي هو الخضر اسم> أعلم من موسى اسم> أحب موسى اسم> أن يلقاه، فقال: يا رب، هل من سبيل إلى أن ألقاه، وأتزود من علمه؟ فأجاب الله تعالى طلبته، وجعل له علامة. أولا: أخبر بمكانه، وأنه بمجمع البحرين، وثانيا: أمر بأن يحمل معه حوتا في زمبيل، وقيل له: متى فقدت ذلك الحوت فإنك ستجد الخضر اسم> في ذلك المكان، والحوت: معلوم أنه ميت، ولذلك يحملانه في هذا الزمبيل مع كونه ميتا؛ فلذلك عزم على أن يسافر إلى الخضر اسم> لماذا؟ ليتزود من العلم.
مسألة>